المتابعون

الاثنين، 16 يوليو 2012

استقـــــــــــــــــــــــــــــــــالة



حان الرحيل

إلى زمان المستحيل
فات الأوان
للتمسك بالقليل
تشوهت ذكريات ماضينا الجميل
لم يبق َ للحب إلا ..
شريان ُ قلب ٍ عليل
لم يبق َ للروح إلا ..
تاريخ َ مأساة ٍ طويل
في دار العشق المعتق ..
لم أعـُد النزيل
أسود الحزن في عيني
ليس ذا الجفن الكحيل
محبوبتي أنا لست هنا
تمعني إنها مجرد أقاويل
أنا عنك في عتمة المنفى
قد جف وتطاير ..
من أوراق أيامي
حبر الدليل
حبيبتي حان الرحيل
للاحتفاظ ِ بأسمى الذكريات
حتى لا تـُـقتل أو نستقيل
لم تعد ِ الحياة ُ مـُـسِرة
وكم يرتاح في القبر القتيل
.............................
أميرتي .. ذابت جواهر موطنك
وكثـُـر َ لصوص ُ حـُـكم الحثالة
قصر ُ إلهنا الملكي ما عاد معبدا
كأنه سوق ُ تاريخ ٍ مزيف ٍ فيه ألف ُ بقالة
تدخل فيه الخيانة والنجاسة
الكهانة والخساسة
العفانة والشراسة
الحصانة والسياسة
ولا تقتربه ُ أبدا ً .. خطوات العدالة
محبوبتي .. الأشجار اصفـَـر ّ أخضرُها
من شربها لماء السلام بصك الكفالة
أمجادنا يا أميرة الأوطان
بأبخس الأموال تلعب بها الدِلالة
هل سأبقى أنا العاشق لك
وأشعر بالعجز عن حماية الضئالة ؟
أم أنني سأعيش على رسائل ٍ للنخوة
ومخطوطات رثاء ٍ للبسالة ؟
لا وربي .. لن تغطي فروسيتي
على أمم النذالة
لن يفلح النحت في صخر الركود
لن تـُـوقظ َ نار ُ ثورتي إحساس الجمود
فمن القهر تموت الجهود
غـِلا ً من كثرة البرود
يسكن قصرك ِ الخسيس ُ أميرتي
وعلى أسواره تطمع أعين النمرود
قدمي لنا فلسطين حبيبتي
أكاليل الورود
نحرص على تفاهة الحياة
ننقـُـب ُ عن أكاسير الخلود
ولا ندري أن موت َ الغيرة فينا
له في قلوب ِ جـُـبننا عهود
لملمي قوارب َ النجاة ِ حبيبتي
نحن لا نسبح .. بل نعوم في بحر الجهالة
أغلقي مكاتب التوظيف في الشرف
فنحن نصفان :
نصف مستثمر في العمالة
ونصف مستمر في البطالة
ألا يحق لي مولاتي
أن أرحل عن أمثال هؤلاء ؟
ألا يحق لي مولاتي
أن أترك لديك ِ سيف َ ثورتي
 وترس َ حـُـريتي
وخوذة َ عزتي ؟
ألا يحق لي أن أرحم طلقات مسدسي
من داء الصدأ ؟
ألا يحق لي فلسطين
من ميادين التافهين
التقدم بالاستقالة ؟

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

على الشاطئ الخاطئ





عندما تذهبين للبحر اسألي
كل حبة رمل على الشاطئ
كم انتظرتك
واسئلي الصدف المتناثر من عبث الأمواج
من سجن حقائقي كم بحثت عن الإفراج
وكم سفينة آمال أغرقتها كي لا أحتاجلكنك تأبين إلا أن تكوني أملا ً
وأكون أنا المحتاج
وكم خللت عظام الصدر حتى تذوب
لكنها أقفاص من عظم العاج
فلا تزدادي نيران الشوق
فالموت التالي بعد الانضاج
سلي أرواح الجن البحرية
إن رأوا روحي تعاني من المعراج

سلي الدلافين كم رقصت أمامي
لكي ترسم لي بسمة حرجة من هلام ِ
كم كان لحن أحزاني يـُطربها
جل شأنك يا حزن يا ابن الكرام ِ
تنسجم مع الطيبيين
وتبتعد عن الناس اللئام ِ
لا ترتوي سوى من دموع المقل
ولا تأكل إلا قلوبا ً مصطادة بالسهام ِ
كم أنت حكيم وهادئ
تتحلى بالصبر عنا وتمنتع عن الكلام ِ
تحرض عقولنا تارة ً
وتحرض أرواحنا تارة ً
حتى لا نصل بينهم إلى السلام ِ
يتصارعون ولا هناك نصر
وأنت يا ذا الحزن تغذي جمر الأنين
حتى تصل العقول والأرواح إلى الخصام ِ
فإن لم تبحري محبوبتي في جنوني
أرجوك لا تلوحي من شاطئك البليد لي بالسلام ِ
لا تهربي من صحوة خوفك
إلى جنان في المنام ِ
واقتليني رحمة ً بي
فقتل الحبيب حلال
وتركه يحيا وحيدا ً
فـُجرٌ في الحرام ِ

بقلمي : محمد السيد أبو جامع

أنا لست مجرد أنا..!!





أنا لست مجرد أنا ..
يحتويني الكثير من البشر ..
أملك الكره والحب
أمشي بين الأمان والخطر ..
خـُلق مني الكثير قبلي
روح ٌ بأشكال كثيرة
من قال أن الروح حجر ..
أقسم أني كنت قبلي في القرون الماضية
أقسم أنني أقدم من تلك الجبال العاتية
لكنني محض تجربة
كل دهر أتخذ نمطا ً من صور ..
وأنتم كذلك مثلي وفي نفس الوتيرة
تدور أرواحنا في حلقة صغيرة
تمر على أشكال كثيرة
كالماء نحن ، لا بل نحن ماء
من بخار البحر إلى أعالي السـُحـُب
نعلو ونسقط على الأرض مطر ..
نــُقبر في الأرض ولا ننتهي
تعود بنا الحياة ونحن قطرة في بحر ..
لذا لن أنتهي أبدا ..
لدي من الأنا لـُبدا ..
حييت أمسا ً .. وأعيش يوما وأموت غدا..
وأحيى مجددا ً بهيئة أخرى فلا أعرف أحدا ..
الآن عرفت من السر ما بدى ..
لا يضيرني أهو دجل أم هدى ..
لكنها حقيقتي وحقيقتكم ولن تضيع سدى ..
نحن أوسع من ضباب ٍ ومدى ..
نحن صوت يخلق من رحم الصدى ..
فتمعنوا في أنفسكم
أوجدوا أسمائكم المختلفة
تذكروا عصر الحجر ..
تذكروا أنكم كنتم آدم
كنتم نوح بعد الغرق
كنتم قصصا وسطورا في ورق
كنتم وكنتم .. حتى أصبحتم أنتم
هكذا نحن نتكرر
أرواحنا من جسد ٍ إلى جسد ٍ تتحرر
تتعلم كل مرة ٍ درسا ً بعد النهاية
لا تموت أبداً حتى تبلغ الغاية
من ذا الذي يعلم غاياتنا في الحياة ؟
من ذا الذي يعرف الفرق بين الهلاك والنجاة ؟
فما هلاكنا إلا نجاة لنا في خلق آخر
وما نجاتنا إلا هلاك مؤقت
فتمردوا إن كنتم هالكون
تحرروا من الأجساد السجون
لا تضع في رأسك فكرة : أنا ميت
مـُت مرتين بل أكثر
ما أجمل أن يراك الموت شخصا ً من عبث
اصنع نهاية تسر بداياتك
مـُت مفلسا و عـُد غنيا
مـُت فاجرا ً و عـُد تقيا
مـُت بجسد ٍ مرقع ٍ بالرصاص
وعـُد طفلا ً نقيا
في عهد الراحة كن صلب الحديد تيقظ
وفي عهد زمانك الأغبر
اعتصر كالإسفنج طريا
راوغ الأيام إنها لعبتك الحقيرة

بقلم الكاتب : محمد السيد أبو جامع

لا تغضب




لا تغضب

لا تغضب
أبدا ً لا تغضب
إن نمت وقالوا عنك كسول
لا تغضب
فهم يصحون بغير عقول
ونوم ضمير القلب أشد وأصعب
إن زرت حائط مبكاهم
وأخذت الصور التذكارية
وإن أعطوك وسام الصمت
علقه على صدرك فهو هدية
ولو كان الختم يشير بأن
الشكر بلغة عبرية
لا تتهرب
قل بل هو باللغة الآشورية
وإن قالوا الموت لإسرائيل
إياك أن تغضب
كم هتف الناس سنينا
بالموت لها على هذا الكوكب؟
مات الياسر وأبو جندل
سقطت يافا وأرض المجدل
ماتت عكا طـُـمست حيفا
في أرض الرملة لم يبقى
إلا بؤس عجوز أرمل
وما زلنا نردد الموت لإسرائيل
ندعو الله ونبكي ونتوسل
هل كان الله ليسمعنا؟
هل كان الله لينصرنا؟
هل كان اللازم أن يدعو شيخا
بحنجرة أطول؟
كي يصل الصوت لسبع سماوات
أم ننتظر خروج المهدي
وجبريلاً آخر يأتينا بوحي منزل
لا والله فما كان الرب ليستمع
لقلب أشعب
إن ضاق الصدر فلا تغضب
كثرت مساجد أمتنا
فاختر ما يحلو لك فيها واذهب
وادعو الله بكل صلاة حتى تتعب
سيجيبك أقبل دعوة سيف يـُرفع
لا أقبل دعوة كـُـرة ٍ
يطأطئ فارسها في أرض الملعب
لا أقبل دعوة جبناء
وإن كانوا في أية مذهب
يا عبدي لا تضجر لا تغضب
لم تعد القدس لعربي تـُـنسب
إن زرت مدينتها سترى التحريف
فلا منبر يعلوه هلال هناك
ولا تمثال لمسيح يـُـصلب
صوت الحق هناك يـُهمس خـَفتا
ويوم الجمعة أصبح سبتا
فانظر ولا تعجب
ولا تغضب
فلا يحق لعربي مشلول
أن يثأر أو يغضب

كلمات الشاعر : محمد السيد أبو جامع 

قطعة من القمر




بلادي قطعة من القمر        نورها شمعة للبشر
بعيونها دمعة من الغدر       ياربي يكفيها قهر
يا شعب وينك مستتر         كفاحنا غاب من الصور

يا انقسام والله حرام
بلادي تغرق في الظلام
قاداتنا تعلق بالكلام
نقتل بعضنا ودايما خصام
يا هل ترى قلوبنا حجر ؟

بلادي قطعة من القمر        نورها شمعة للبشر
 بعيونها دمعة من الغدر       ياربي يكفيها قهر

شوفوا الأجانب والعرب
أخدوها حجة للهرب
انه احنا بنعادي بعض
لا احترام ولا أدب
تركنا العدو المغتصب
قسمنا أراضينا شـُـعب
رضينا بكراسي من لـُـعب
وشمتوا فينا هالعرب
آخر الزمن جيرنا يارب
تعايرنا سفهاءك يا قطر ...
تخسوا يا ناس بلا ضهر
للأمريكان حرس وغفر
الاستيطان رح ينكسر
ويا جزيرة حنستمر

بلادي قطعة من القمر        نورها شمعة للبشر
بعيونها دمعة من الغدر       ياربي يكفيها قهر
يا شعب وينك مستتر         كفاحنا غاب من الصور

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

لا أدري..!!




من أنا ؟
لا أدري
هل كنت هناك أم هنا ؟
لا أدري
هل تلك الأشياء حلما في الخيال
هل واقع ذهب في طيات السنين الجبال
لست أدري
يا حـُزنا ً لم أعرف ما هو
يا مـُـراً قد كنت شـِـفاه
يا طفلاً قد مل بـُـكاه
يا قهراً يملأ صدري
أتمزق غيظا ً إذ أني لا أدري
أي غرفة هي لي في داري
لا أرى فيها أي تبعة لآثاري
قلبوا مذكرات أيامي إنني كنت
أعيش بين صفحاتها
لكنني نسيت أن أضع عنواني
أن أدون لي اسما أو تاريخا أو توقيعا
أو أي شعار
مهلا مهلا
ها هي صور قد تلهمني أسراري
هذي جنازة آخر يوم لإصراري
هذا ناي الموت يزفر ألما
على لحن العود وأوتاري
تلك النجمة تغرق في جنح الليل
ليست كما تبدو
بل هي تجهد آملة أن تبزغ شمس نهاري
ها هي أمي وأبي
ها هو خلي وأخي
ها هو بواب العمرة ها هو جاري
إجمالا ً هم كانوا حصاري
ها هي سيارة فرحي
تهرب مني وألحقها
عجلتها تبكيني وتضحكها
لو كنت عرفت مقاصدها
من حقد أو كذب زائف
لو كنت أخذت مراصدها
تلهو في سوق الطائف
لزرعت لها قنبلة في ماء مواردها
تسحقها وترضي أشراري
ها هو خنجرها مسموما ً بالغدر
ذاكرتي إياكي أن تذكري أو تدري
دعيني في ضياعي دعيني لا أدري

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

كاريزما




قلم كعصا ً سحرية ، ينقش الوجع على ضفاف جروحكم الجافة ، مرة بوشم يرسخ فيكم الذكرى الأليمة ، مرة إبرة تضمد الجراح بخيط الأمل . هل أنا ساحر ؟ هل أنا جراح ؟ هل أملك لكل إحساس مفتاح ؟
وقلم منافق يتذبذب تارة عقار وتارة سلاح ، أعرف ما يجول في ذهنكم ، أشاركه .. أتلاعب به
أغيره أحيانا كما أريد .. تذهب عجلة كلماتي بكم بعيدا لكي أبقى هنا بعيدا عنكم ، أودع البعض
أندم لمعرفتي بالبعض ، فأقتلهم لا لشيء سوى لقتل الألم .
زفيركم يزعج صبري  ، شهيقكم يفزعني فممنوع علي النوم وهناك حي استيقظ قبلي بدقيقة
أصحو وأطحن ذكرياتي البائسة ، لتكون البن في قهوتكم المرة تنسجمون بها تتذوقون روعة طعمها المر ، لأنني ببساطة أتشكل في حزنكم في دمعكم في يأسكم ، لكنني أبدا لست أنتم .
سأبقى المعادلة الشاذة التي لا تجدون لها حلا ً ، المعطف الذي لا يناسب صغر مناكبكم
القبعة التي لا تكترث بما تفكرون فيه ، سأظل مهما حاولت كأس خمر لا تتلذذون فيه إلا بعد تجرع مرارته ، يؤسفني أنني أفضل منكم لم أتمنى ذلك أبدا ً ، أداريه عنكم دائما ً كي لا تحاولوا تجاوزي بطريقة العداء الغبية ، جندي باسل مغفل يجازف بحياته ليسجل ذلك في تاريخ دولة مزيف ، كلب يعطي لكم جل الوفاء لكي يحصل بالنهاية على عظمة مع بقايا لحم متعفن !!!
هكذا أنتم وهكذا أنا ، تقبلت نفسي بالمزايا والعيوب ، فتقبلوا أنفسكم وعيشوا رضاكم
كفوا التسلل بين إحداثيات أفكاري فقد تصيبكم بالجنون ، فهي عشوائية متهورة تأكل بعضها البعض ، حاولوا أن لا أعرف ما يدور في عقولكم .. فلدي ما يكفي من الكاريزما !!!

بقلم الكاتب : محمد السيد أبو جامع

متهم بالبراءة


اصبر على ظلم هالناس
قبلك صبر أيوب
بيهم عقل وسواس
جهل وظلام قلوب
ظاهرهم للوطن حراس
باطنهم حقد مسكوب
يصعد عالنخل نسناس
وتنحني الظهور للعكوب

يبقى النخل شامخ رزين
رقصة النسناس ما تهزُه
تبقى للوطن راعي وأمين
ولا عكوب ينتظر طعم اللبن
ولا عكوب يدميك شوكـُه قبل رُزُه

لا تعبس ولا تهتم
 تبقى بالقلب والعين قائد
إن كان للأرنب جحر ينطم
و لك يا أسد في غزة عرين
كتبنا عليه : البطل عائد
قرص النحل عسل مو سم
ودم الحسود مهما صحي بارد
قلايل متهم سموك
وكل الشعب يعرفك صقر مارد
مصيرهم يعقلوا ولاد العم
ولسان المنافق مهما شكر جاحد

 بقلمي : محمد السيد أبو جامع
إهداء إلى أعظم قائد في الساحة الفلسطينية
العميد محمد دحلان 

عذرا ً إسرائيل !!




قـُمت فزِعا ً ككل عربي نام أكثر من سبات أهل الكهف في صباح صامت ، لا أسمع فيه سوى صوت أنين الأرض يناديني ويبكي عليّ في آن ٍ واحد ، خرجت على أساس اللا رجعة إلى مصيري خرجت وأعلم أن موتا ً ينتظرني ، ليس انتحارا ً أعزتي ولكن .. موت ٌ تحت التراب خير من حياة على حافة وطن .
وكانت وجهتي إلى حدود فلسطين أو كما تريدون يا أصحاب السمو الأعلى " إسرائيل " وفي الحافلة بدأت أشحن مستدعيات التهور ، وأنتقي كيف سأموت وكيف سأستشهد ، حين يخطر لي جندي إسرائيلي يلقي لي رسالته المسالمة برصاصة في صدري أو قبلة على شكل قنبلة يؤكد فيها لي كم نحن أحبة وأن هناك بلا شك مصير للسلام بيننا ، بحماقة أخذت أتصور كل أشكال الموت في وجه صهيون .. حتى أنني ظلمته !!
فاعذرني أيها الجندي الإسرائيلي فقد زدت من عيار كرهي وعنصريتي تجاهك ، وفي المقابل أيضا زدت من انتمائي لحقارة العروبة فخرجت بلا علم لبلدي حتى أنبذ العنصرية خرجت فقط باللون الأسود الذي يصف حياتي خارج الوطن .. وربما داخل الوطن أيضا سيكون كذلك مع بعض الغبار الذي سيبيض من سواده قليلا ً .
وصلت ولم أصل ، في الخطوة السابقة للأخيرة وقفت مكاني ، بدهشة بصدمة وذعر يقلب أوراق أفكاري وتخبط كمجنون في عز نوبته ، أرى أمامي جنديا ً آخر !! لولا وجود أراضي الوطن أمام عيني لشككت في وجهتي وأنني أضعت الطريق ، لكنني في مكاني فعلا ً وبكامل القوى العقلية البشرية ، بنظرة أخرى للتأكد رأيت جنديا ً من الدرك العربي ، فعذرا ً إسرائيل وعذرا ً أيها الجندي الإسرائيلي ، آثرك في التصدي عربي أصيل يتحدث لغتنا ويعتنق ديانة سماوية لكنه بعقل يخالف كليهما ، أو ربما بلا عقل وإنما ببرمجة تجعل من الحمار إنسانا ً يرزق تحت ظل محتله الكريم .
عزيزتي إسرائيل .. نامي واستريحي فلا حاجة لذعر أو خوف آخر ، فلدينا حماة الوطن " يحمونك من أبناء وطنهم " ، بأم عيني رأيت دفاعهم المستبسل عنك حتى أنهم دافعوا عنك أكثر من دفاعنا عن " فلسطين " سأضعها بين قوسين لكي لا أحرج حكومة عربية ، لكي لا أصبح فلسطينيا ً مخربا ً لهذا التراث المشترك بين الوطن العربي الخنزير وبين إسرائيل الشريفة .
أعلن إستقالتي من مسمى عربي حتى إشعار آخر ، ربما سأصبح نازيا ً أو من أتباع جيفارا أو من محبي الماجن الفاسق هتلر لكنني أبدا لن أكون عربيا ً في ظل بهيمة تقود المركب وتاجر مخدرات يحمي الوطن وسياسي يرضع من ثدي خنزير وتابع لهما يـُعرف : بالمجهول .
سأعاديك إسرائيل مجددا ً بلا أي شعار ولا شيء يتبناني سوى أنني " نكرة فلسطينية " ، لن أعاديك من مبدأ ديانة يسمح فيها الرب بإهانة بيته المقدس ، ولن أعاديك من مبدأ عروبة تحولت إلى عربة تجرها أي دابة شريطة أن تعلن الولاء لمحتلها ، ولن أعاديك من مبدأ فصيل مات قائده وكبر سفاه أطفاله لا يرون الوطن سوى على خشبة لها أربعة أرجل تدعى " كرسي الحكم " ، ولا من مبدأ فصيل يبتاع وطنه ألف مرة عند تجار قضيتنا لكي يصبح سعرها زهيدا ً ومن ثم يشتريها برخص التراب ، لا لست منهم جميعا ابتداءا ً من هذا السطر إلى مالانهاية ...

أعاديكي أنا باسمي الذي ملأ القوائم السوداء في ملفات المخابرات
أعاديكي أنا بجسدي الممتلئ بالندب من الجلادين وحراس الوطن وحراس العفن وحراس كيس الصفن الملكي
أعاديكي أنا باسم جدي الشهيد الذي حاورك بالسلاح وكما تفهمين
باسم جدتي المهجرة التي أصبحت أرملة ليلة زفافها
باسم أبي الذي كان يـُهان في كل معاملة رسمية عندما يعرف الموظف العربي أنه فلسطيني ، وكان يصمت فقط ليعيش أولاده وها أنا أبي حان دوري لأنتقم
باسم أمي التي كانت تدفعني لحظة وتسحبني لحظة ، تدفعني لتفتخر بي أمام فلسطين وتسحبني خوفا ً على فلذة كبدها
باسم أختي منار التي صرخت في وجهي لا تتراجع ، مُت أنت لأحيا أنوثة لا تقترب منها دياثة العرب

بقلم اللاعربي : محمد السيد أبو جامع

إلى حضرة المجهول






كان يعرف منذ البداية أنني
في كل جرح أصبح أقوى
كان يعرف أنني وإن بكيت دما
فمحاولات خنوعي بلا جدوى
يطردني من الأمام إلى الوراء
يطرد عني الأهل والنور والمأوى
وكم خذلني كثيرا ً وكم فقدت فيه
روح الأمل
يلاحقني دوما ً كفتاة عبوس
لم تتعلم أن تتأدب أو تهوى
اتخذت صمت الماكرين بديلا للنجوى
في قمة آدابها تهديني سـُما ً في حلوى
لكنني في وجهه المجهول
وقلبه المشلول
وحقده الأسطول
ما زلت أنا الأقوى

لا أعرف من أنت ولا اسمٌ
تـُـنادى فيه ولا رسمٌ
يـُظهر حاويه ولا جسمٌ
يسمح لي أن أعتليه
أجتث عظامه وأصطليه
لكني درست مآثرك
وأعرف كل ظلام تختليه
أراك شوكا ً في الثمار
جناحا ً يحاصرنا في مدار
خطواتك وإن كانت بلا آثار
أرى فيها انعكاس التجسس
أحاصرك وتحاصرني
ونتعارك حتى في مجرى التنفس
تقوى يوما ً وأستطيع التملـُـص
وأقوى يوميا ً ليس فيه مني تخلـُـص
هجماتك لي قد تمـّـت
ظلمك لم يترك شعورا ً حيا ً وتزمـّـت
رحمة أمي ولدتني وما اهتمـّـت
محبوبتي لأعدائي انضمـّـت
طفلتي وبراءتها في حضن الفـُجر ترمـّـت
والآن انقلب السحر على الساحر
مظلومك قد أصبح ظالم
يدمر كل نجاحاتك
ولا يملك شيئا ً يجعلك تساوم
لا يعرف شوقا ً لحبيب
لا يعهد إنسانيته ليـُسالم
لا يرجع لدنيا قد دمرتها
وفي خندق موته وهلاكك ما زال يدوام
الجئ لحصنك وتمنع
اختر ما يحلو لك من أشرار
واعلم أني منفذها وتوقع
فرّق ما تعـُزُه وفي مكان واحد لا تجمع
فجنوني قد ملأ أنفاسي
آتيك بقلب لا يخشع

بقلم الكاتب : محمد السيد أبو جامع

لغة الرصاص.."



جمّدوا الحبر َ في شريان النائم العربي
وأعطوني الرصاص لأكتب به قصيدة
أريد قول ما لا ينبغي حتى لا أكون غبي
ولن تقوى على كلماتي ريشة بليدة


جولان الغضب المـُـزعج
سيناء في يوم مـُـحرِج
لبنان صهيرٌ يتدفق
من جبل مـُـثلـِـج
وبدوي غجري
يحمل عقلا ً أعوج
وأحيانا ً جنديٌ عربي
بإسرائيليٍ مدمج
لم نأبه لرصاص ٍ يمطر
الكل إلى الموت سيخرج
من منا لم يخرج؟
سوى رجل ضاقت به ذكورته
فألبسناه حجابا ً ووضعناه بهودج


بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

هل من مزيد ؟؟


كلنا في أيامنا نشقى ونعاني
تضيق بنا هذه الدنيا
حتى أننا نعيش ألم سنين في ثواني
وبعد أن تمل أرواحنا
نلجأ إلى الأمل وأحيانا إلى الإيمانِ
بأننا نشقى لنسعد
ونتجاهل بأن قدرنا ليس كمثلنا
وكأن من صفاته أنه : إنساني

فلنفكر قليلا ً ما الذي يجعلنا نسعد ؟
فإما يأس من كل واقع
ولجوء لعالم آخر
وإما إله ٌ يرجى من تحت سقف لمعبد
وإما تقليب في شريط الماضي
يذكرنا بابتسامة تتوسط حزناً
ومئساة ٌ لها ألف مشهد
لكننا في نزف الجرح نسرف
وفي رسم ابتسامتنا نزهد
فنحن نعلم أنها سعادتنا
تنتظرنا حتى ندرك لوهلة أننا نسعد
وفي لمحة بصر تختفي وتنفد

بواقعية بها غصة : لكي تشعر برشفة من سعادة
فأنت تحتاج آلاما من جبال
معادلة فاشلة كاتبها يخلط
بين الحرام والحلال
نتاجها يحفر الأسى في أجوافنا
فلا نعرف حتى كيف يُوصف أو يُقال
إذن لماذا لا نقتنع أننا خلقنا إلى زوال

أما أنا ها هو الجديد من معادلاتي :
لن تروى آلامي بمائك عَبراتي
ودمعي لا يغسل غبارا ً لحياتي
بل هو يروي نبتة حزني لتثمر حسراتي
آه ومشتقاتها سأمحوها من قاموس لغاتي
ومنها آمل .. أرجو .. أتمنى .. الا ليت
توسلت بها دوما حتى بصلاتي
بكبرياء سأصمت عنها الآن
لعله يستفزها إنصاتي
فلتفعل ما تهوى
فهروبي من ألمي بلا جدوى
سأعشق جرحي مهما ازداد
لعلي مرة أصيب فيمن أهوى
أعلنت تحدي أقداري
وإن كانت هي الأقوى

فيا حزني البليد
وقدري العنيد
وراحمني البعيد
لم أشبع بعد من ألمي
فهل من مزيد ؟

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

قناة الأخبار./،


اشتقتلها سمة بدني
حطلي ع قناة الاخبار
اتحفني واطربني
باللي صار
طمني عالقدس العربي
لسى صامد ولا انهار

كم صخرة لسى ما انهدت
بلكي اخر صخرة هدوها
وفرحت بالسبق الصحفي
قناة الأخبار
سمعني اخبارها بغداد
بعدهم خمسين طايفه
ولا عددهم زاد
قلبوا تمثالك صدام
وقالوا شلنا راس الاوغاد
وما شفنا بعدك فرحه
في ديار وضواحي بغداد
عمو بوش شكك بوجود النووي
هو وشلة حقوق الانسان
قلبوا الدنيا تا يلاقو شقفة نووي
خافو يتشمت فيهم عقال السعدان
ساقوا علينا الشرف
وقالوا مظلومين بدنا عدالة
طلعوا خنزير ميت من سطل زبالة
سألوا الخنزير مين قتلك قال صدام
سبحانك ربي نطق الخنزير وهو ميت
وفكرناه خنزير واحد
طلعوا سلالة
حطو صدام في محكمة قصر العدالة
والنفط راح أمريكا والخليج أعلن حالة افلاس
والنووي تصدر من أمريكا لإيران
وقالوا النووي في بلاد فارس بأمان
وجابوا شيعي يذبح صدام
بصبح الاضحى
واحنا بنذبح خرفان
قلنا يمكن نفهم ونصحى
نعرف مين ال ضحى ومين ال خان
لكن حاشا وكلا
مخ العربي لازم ينهان
حطلي ع قناة الاخبار
تقلب راسي وتعطيني أمل بإيران
وايش سوت ايران؟
زرعت حوثي بصنعا
وحسيني بدرعا
وحماس بغزة وحزب الله بلبنان
وبرضو مخ العربي رافض يفهم
ولازم ينهان
حطلي ع قناة الاخبار تفهمني غلط
اصلي لو عرفت الصح
حيقولوا عنه عبط
ايوه عبط
عقولنا انغسلت وصارت غلط بغلط
يا قناة الأخبار احنا حروف عميا
حطيلنا انتي النقط
خلي الدولار يشتريلنا خبر
وان سألناكي عالصراحه
احكي الله جبر
ولا تكسفينا لما ينتصر اللوبي
اضحكي علينا واحكي الشعب انتصر
مين قال لما العربي يعيش ستين سنه مذلول
يعرف الحين ايش يعني نصر؟؟

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

أين أنت




أين أنت ؟؟
من كل ظلم دام في هذه الأرض
أين أنت ؟؟
طفل صفعه القدر
بات يبحث تحت ركام بيته عن أي حي
فلم يجد شيئا سلم من التشويه سوى دميته
لولا أن أباه إمام مسجد وأطلق لحاه لما عرفه
إذ ذاب كل لحمه وما بقي فيه سوى شعر لحاه
من براءته أين كنت ؟؟
أمٌ أصابتها قذيفة في ساقها ولم تأبه
إذ سارعت لإنقاذ رضيعها
تحمل بكلتا يديها طفلها بعد أن صار قطعتين
من كل هذا أين أنت ؟؟
عندما تهدأ الحرب علينا نحاول العيش مجددا
ننسى رغم هول المصائب
فهذا شاب عاود بناء منزل أبيه الذي هـُدم
وأم تطبخ الميتة من طيور قتلها سم القنابل
ويجتمعون جميعا يأكلون حسرتهم
فهل تراهم أنت ؟؟
إن كنت لا أستحق العيش فقل لي
لماذا خـُلـِقت ؟؟؟
إن لم تكن هي أرضي فمن أين أنا جئت ؟

رحل الكثير عن الكثير
قوافل اللجوء كأسراب العصافير
تهرب من شر إلى شر مستطير
إن لم تسعني الأرض
فهل تطلب مني أن أطير؟؟
لا عليك مني فأنا مجرد مخلوق
ربما أعيش في تاريخ حقير
ولكنني أريد أن أعرف

ماذا عنك أنت ؟
لن أقول قدسي ولا قدسنا
ولا قدس العرب ولا قدس بني إسرائيل
سأقول قدسك التي سميت
في كل يوم تهان
يتلاوط الخنازير فيها
ويتشدق حولها مستوطن يحمل على كتفه سلاح
ويدعي أنه إلهه
أليس هو البيت المقدس أم أنني جننت؟
إن كنت كغيري جبان
لا أقوى على حماية بيتك
فماذا تفعل أنت ؟
أم أنت منهم ولكنني عن فهم الحقيقة لحنت ؟
هل آمن بك الذي تحداك بمسخ أو سحر
أم أنا الذي آمنت ؟صدقا ً .. من أنت ؟


الكاتب : محمد السيد أبو جامع 

دمعة مستعارة





أعيروني أدمعكم أعلمها
فن الصبر على البكاء
كيف أن الدمع يغلي في العيون
كما تفور القهوة حول أعناق الإناء
يشوبها مظهرها إن سقط ما فيها
وإن تماسكت في مدارها تتلذذ بالعناء
أو كغيمة سوداء ضاق بها
براح السماء
تنوح بصوت رعد والبرق آلامها المنشقة
كل هذا كي لا تبكي علينا بقطرة ماء

وانظر إلى اللحوم كيف تصبر
عن نحيبها
فليس قبل أن تنتهي
قطراتها تزين
رائحة الشواء
لم تعد طفلا يا صديقي
حتى تبكي كلما شعرت باستياء
صير سيوفا ً من رموشك
تحمي قلعة الأهداب
فللدهر أن يفعل ما يريد بنا
ولنا أن نبكي فقط .. متى نشاء

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

ذئب ٌ وقزم







نظر قيسٌ من منظاره إلى أيامه الخالية ، وهو بعيد عنها كثيرا ، ليراها قطعة واحدة
إذ تعذر عليه فهم أيامه المتمزقة وما تحمله من مغزى !!
رأى البداية التي صنعها رب النهايات ، فأقدار السماء تعشق لونها الأزرق وترسم به ، وهو كان يعشق اللون الأحمر ويرسم به ، لونان جميلان ولا خلاف عليهما ، لكنهم رسموا لوحة لحياة شخص واحد ، امتزجوا فنتج اللون البنفسجي الذي يكرهه القدر ويكرهه قيس وتحبه الذكريات الأليمة فقط !
فاعتزل قيس الرسم وساد لون البنفسج ...
في حداثته كان يهوى اللعب ، فيختار صديقة ً من الدمى يشكوها ويحضنها وقت البكاء ويلهو معها أثناء الوحدة وتبقى بجانبه في محنته لا لشيء سوى لأنها لا تقوى على الحراك ، واتخذ دراجته رفيقا ً لدربه فكم تحملت عثرات الطريق وإن بليت وكم تحملت جهله في القيادة ، أطلق طائرته الورقية التي كانت تعبر عن حلمه البعيد المسافر ، الذي يحلق بعيدا عن أرض واقعنا ، تضيع طائرته الورقية في رحب السماء ، وتحتار أن تجد له أملا تقوى على اصطحابه إلى أرضه ذات المستوى السافل ، ويضيع هو الآخر تائها ً بين دروب الأرض والسماء ، ولا يفقد الأمل إلا عندما تكبح جماحه شمس المغيب ، فيُنزل طائرته الورقية ويعود خائبا ً وهو لا يدري ، وفرحا ً بضياع وقته اللامفيد .
... وهكذا تربى منذ الصغر ، أن الوفاء مجرد دمية نشتريه بثمن ويبيعه الزمن ولكن بلا ثمن ، وأن رفيق الدرب ليس سوى وسيلة مواصلات أو تسلية على قارعة الطريق متى تعثرت معه الأيام تركه رفيق دربه كالدراجة التي ترمي طفلها فورا ًعندما يتعثر دولابها بحجر ، تعلـّم أن يكون حلمه كطائرة ورقية ، لا يضمنه سوى خيط أمل ضعيف ، ومهما امتد الحلم فهو لا يتجاوز قبضة يده ولا مجال لأن تقوى الإرادة على المستطاع .
فاعتزل اللعب ومزق طائرته الورقية ...
أصبح قيس بعد ذلك طائرة ورقية أخرى ، تهرب من الواقع والحقيقة ، وكان يهوى أفلام الكرتون ، فمن ليلى والذئب إلى فلة والأقزام السبعة إلى الأميرة والوحش ، لم تنتهي ( إلى ) ولكن منظاره وجد النهاية ، كل شيء جميل هو أنثى : الأميرة وليلى وفلة ، وكل شيء بشع هو ذكر فإما قزم أو ذئب أو وحش ، وهنا تجسدت فيه البشاعة ، فما أجمل بشاعة الوحوش والأقزام مقارنة ببشاعة الروح التي تتركها لنا قذارة الأيام .
أصبح يكره أناه وهو لا يشعر ، ويبحث عن أي شيء ضده ليحبه ويزيد من كره نفسه ، بحث عن أنثى جميلة فوجدها بلا عناء ، فما أكثر جميلات البشر ، لكنه لم ير َ فيها طيبة فلة ولا إحسان الجميلة ولا إصرار ليلى ، فكره أنثاه وكره مذكره وذكراه .
فاعتزل الهروب من الحقيقة ، ولجأ للكر إلى الهلاك ...
هلاكه ابتدأ بصورة إنسانية : رجل أدمن الأمر العادي ، واتخذ حياة الروتين حصنا منيعا له من أحلام بابها وردي ٌ ونافذتها صنعت في بلاد جهنم
يشرب قهوته الحلوة كل صباح التي هي بطبيعتها مُرّة ، ولكن تحليتها كانت أنها فنجان يتوسط زمانا ً أمر ّ من قهوته ، فأصبح يحتسيها كحنظل ويصنع من خياله الشاحب طعم السكر .
يتصفح جريدته ليقرأ الأخبار وينسى أخباره المزعجة ، بعد أن أدمن ازعاج نفسه لنفسه وأسرته أصبح يبحث أولا ً عن ازعاج السياسة ، فأينما ذهبت الحروب كان حاضرا في ميادينها بين المحارب والمحارب ، ليأكل الضرب رأسَه فقط .
وبعد أن يدرك أن السياسة خلقت ليسوس البشر البهائم ، عزت عليه بشريته .
فاعتزل السياسة خوفا ً من ازدياد البهيمية ، لكنها استمرت ...
فذهب إلى اللقاءات والبيانات الكاذبة ، وأول كذباتها : أعزائي ، أكبر دلالاتها : في الحقيقة ، ولكننا اعتدنا تصديق الكذب وصدقنا ونصدق وسنصدق مهما كذبوا .
لكنه مل ّ الاستماع وأراد أن يشارك عالمه السخيف بالرأي !! جلس مع أصدقاءه يطرحون آراءهم حول المذنب بين النازيين وقتلى الهولوكوست ، طال مجلسهم ولم يصلوا لرأي محدد ، مر ّ بهم غجري من روما وقال لهم باختصار : المذنب هو الفلسطيني !! فاتفقوا على رأي غيرهم لأنهم لا يريدون لرأي منهم أن يكون سديدا .
فإذا تكاثرت الآراء العربية فإن فاروقها قرار أجنبي .
بعد ذلك اعتزل قيس السياسة ، واقتنع بأن لا يجهد بالرأي وينعم في راحته بانتظار القرار .

لم ير َ منظاره شيئا ً عن السبب ، لأن السبب هو قيس نفسه ولا شيء غير ذلك
كل ما جرى في حياته كان ذنبه ، مشكلته وجوده فقط ، كينونته هي المعادلة الأصعب التي لا تجد حلا ً سوى العدم .
فهيا قيس إلى العدم ، فكلنا خلقنا للمقابر والعدم
أميرتنا لم تعد ملكا ً لنا ولا إلى الخدم
هي ليست ملكا ً لأحد هي ليست سوى صنم
حكاية أطفال هي منذ القِـدَم
اليوم تعيشها وأنت ذئب ٌ وغدا ً في نظرها .. أنت قزم .


بقلم الكاتب : محمد السيد أبو جامع

أراها






أراها ..
تبسم لي دوما ً ..
 في وجه القمر الصافي
أراها ..
طيرا ً يمرح في رحب سمائي
وفوق الشجر الصفصافِ
تتراقص كبراءة طفلٍ
بين أعناقي وأكتافي
حتى في غمضة عيني
تأسرني بحروف من غزلٍ
والشوق لها ينتظم قوافي
حتى في غمضة عيني
أراها ..
لا أدري أأنا أعشقها أم أهواها
أتحسسها في ظلي
أستشعرها بأنفاسي
أحضاني قصورها وأحضانها حراسي
بسمتها تأخذني لمكان لا يُعرف
فيه العشق والشوق شيء ٌ لا يوصف
فيه الأنهار تنبع من كفيها
والخمر كأس يتدفق من شفتيها
و ورود الوادي تترنح
من طيف شذاها
وأوراق الجوري تتقلب
فألمحها .. وأراها ..
أنا لا أصبح أنا .. إذا اقتربت
أنا لا أصبح شيئا ً .. إذا ابتعدت
أصم ٌ لا أسمع إلا همسات
أخرس ٌ لا أتكلم إلا قبلات
ضريرٌ لا أرى أنثى سواها
والكل عنها يجهل
جمالها لا يُعقل
أعينهم لا ترى مثلي
فمن منهم بعيني رآها ؟!
ومن منهم رأى قلبي
أين أسكنها ورعاها
ومن منهم رأى فمي
كيف أنهلها ورواها
ومن منهم رأى
 كيف بنيت لها وطنا ً من أحضاني
من منهم غيري
فهمها ورآها ؟؟
فما عيناي وحدهما تبصران
فقلبي يعرف ممشاها وثراها
وقلبي لا يغفل عنها .. و يراها

بقلم الشاعر : محمد السيد أبو جامع

الأحد، 15 يوليو 2012

المرأة الفلسطينية






المرأة الفلسطينية

04 - 12 - 2009
محمد السيد أبو جامع


عندما نتحدث عن الأصالة في الطباع.. عندما نتحدث عن نساء رقيقات بقلوب السباع..
ترى فيهن الأمان وسط الحرب ووسط الضياع.. ثمنهن في المجتمع رغم غلائه لا يُباع..
ستدركون عندما تعرفونهن كيف يكون رحيق ورودهن وقوداً لثورة الرجال...
كيف يصنع حليبهن عمالقةً من الأطفال.. كيف يصبرن على بطش الاحتلال..
كيف يفعلن ما قال عنه البشر شيء محال.. كيف يعلون بسجاياهن على هامات الجبال..
إنهن وبكل فخر لنا.. نساء فلسطين..

وحتى كل بأس الرجل من البسالة والحمية.. من عشق نزف الدماء وحمل البندقية..
من تلك الصلابة التي تقف جبالاً أمام الرياح العتية.. من تلك الرزانة والأمانة وكل الصفات الجلية..
كلها أتت من رحم تلك الصبية.. تلك الأم التقية.. أو تلك العجوز السخية..

كل النساء احترفن حماية الطفل من وخز الشوك أو خدش الزجاج أو حتى برد الشتاء..
ونساؤنا يُعلمن الفتى حمل السلاح حتى قبل تعلم الإملاء..
يُعلمن الفتى ردة فعل الانتقام من العدو وليس البكاء..
يُعلمنه أن الأرض لا تُسقى إلا بالدماء..
حتى أنهن يدخلن أولادهن روضة الشهداء..
أطفالهن زهرةٌ في الأرض.. محبةٌ في القلب.. طيورٌ في الجنة.. نجومٌ في السماء..

وأيضاً ذلك الزوج.. فهو ليس ككل رجال الكون..
فالمرأة تأمر زوجها بجلب الرزق.. تصبحه كل يوم على سؤالها عن الوظيفة..
تطلبه سيارةً أنيقة.. وقصراً من رخام.. وحُلياً من ذهب.. وبضع حيواناتٍ أليفة..

أما المرأة الفلسطينية.. فلا تطلب كل ذلك.. بل الأسمى من هذه المطالب..
تجلب له كل فجرٍ تلك البندقية.. وقليل من الزاد في صُرّةٍ أو كوفية..
اذهب وقاتل عدوك.. واقطع طريق كل دورية..
انصب له كميناً تحت كل دبابةٍ همجية..
قاتله حتى الرمق الأخير.. ولا تخف الموت.. إن للشهيد حياةً أبدية..
اجلب لدارنا الأمان.. دافع عن شرفي المُصان.. واخلق الرعب في قلب صهيون الجبان..
خذ معك هذا القرآن.. يحميك من غلبة العدو في كل مكان.

إن عدت لي سالماً عدت بتلك الهامة المرفوعة.. إن عدت لي جريحاً سأطبب فيك كل خليةٍ موجوعة..
ولتعد كل غدٍ للكفاح.. وإن لم تعد سأكتفي بالدمع لا بالنواح..
ليس قلةً في المحبة وإنما سأطمئن أنك تطير إلى الجنان والملائكة لك جناح..
سأكرم نعشك بورد فلسطين وأرفعه بذاك السلاح..
لن ترحل عنا فأنت فينا كل مساءٍ وصباح..
تُعطر تلك الدار برائحة الشهادة.. التي تحملها لنا نسمات الرياح..

أيتها المرأة الفلسطينية.. يحق لك الافتخار
ننحني أمامك احتراماً.. لتلك الأنثى التي لم تعرف الانكسار
نهديكِ تلك الرجولة التي صنعتها فينا لتتخذيها على معصمك سوارا
رجال القوم مناراتهم.. وعلى كل مناراتنا أنتِ المنار.