المتابعون

الأحد، 15 يوليو 2012

المرأة الفلسطينية






المرأة الفلسطينية

04 - 12 - 2009
محمد السيد أبو جامع


عندما نتحدث عن الأصالة في الطباع.. عندما نتحدث عن نساء رقيقات بقلوب السباع..
ترى فيهن الأمان وسط الحرب ووسط الضياع.. ثمنهن في المجتمع رغم غلائه لا يُباع..
ستدركون عندما تعرفونهن كيف يكون رحيق ورودهن وقوداً لثورة الرجال...
كيف يصنع حليبهن عمالقةً من الأطفال.. كيف يصبرن على بطش الاحتلال..
كيف يفعلن ما قال عنه البشر شيء محال.. كيف يعلون بسجاياهن على هامات الجبال..
إنهن وبكل فخر لنا.. نساء فلسطين..

وحتى كل بأس الرجل من البسالة والحمية.. من عشق نزف الدماء وحمل البندقية..
من تلك الصلابة التي تقف جبالاً أمام الرياح العتية.. من تلك الرزانة والأمانة وكل الصفات الجلية..
كلها أتت من رحم تلك الصبية.. تلك الأم التقية.. أو تلك العجوز السخية..

كل النساء احترفن حماية الطفل من وخز الشوك أو خدش الزجاج أو حتى برد الشتاء..
ونساؤنا يُعلمن الفتى حمل السلاح حتى قبل تعلم الإملاء..
يُعلمن الفتى ردة فعل الانتقام من العدو وليس البكاء..
يُعلمنه أن الأرض لا تُسقى إلا بالدماء..
حتى أنهن يدخلن أولادهن روضة الشهداء..
أطفالهن زهرةٌ في الأرض.. محبةٌ في القلب.. طيورٌ في الجنة.. نجومٌ في السماء..

وأيضاً ذلك الزوج.. فهو ليس ككل رجال الكون..
فالمرأة تأمر زوجها بجلب الرزق.. تصبحه كل يوم على سؤالها عن الوظيفة..
تطلبه سيارةً أنيقة.. وقصراً من رخام.. وحُلياً من ذهب.. وبضع حيواناتٍ أليفة..

أما المرأة الفلسطينية.. فلا تطلب كل ذلك.. بل الأسمى من هذه المطالب..
تجلب له كل فجرٍ تلك البندقية.. وقليل من الزاد في صُرّةٍ أو كوفية..
اذهب وقاتل عدوك.. واقطع طريق كل دورية..
انصب له كميناً تحت كل دبابةٍ همجية..
قاتله حتى الرمق الأخير.. ولا تخف الموت.. إن للشهيد حياةً أبدية..
اجلب لدارنا الأمان.. دافع عن شرفي المُصان.. واخلق الرعب في قلب صهيون الجبان..
خذ معك هذا القرآن.. يحميك من غلبة العدو في كل مكان.

إن عدت لي سالماً عدت بتلك الهامة المرفوعة.. إن عدت لي جريحاً سأطبب فيك كل خليةٍ موجوعة..
ولتعد كل غدٍ للكفاح.. وإن لم تعد سأكتفي بالدمع لا بالنواح..
ليس قلةً في المحبة وإنما سأطمئن أنك تطير إلى الجنان والملائكة لك جناح..
سأكرم نعشك بورد فلسطين وأرفعه بذاك السلاح..
لن ترحل عنا فأنت فينا كل مساءٍ وصباح..
تُعطر تلك الدار برائحة الشهادة.. التي تحملها لنا نسمات الرياح..

أيتها المرأة الفلسطينية.. يحق لك الافتخار
ننحني أمامك احتراماً.. لتلك الأنثى التي لم تعرف الانكسار
نهديكِ تلك الرجولة التي صنعتها فينا لتتخذيها على معصمك سوارا
رجال القوم مناراتهم.. وعلى كل مناراتنا أنتِ المنار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق