المتابعون

الاثنين، 16 يوليو 2012

عذرا ً إسرائيل !!




قـُمت فزِعا ً ككل عربي نام أكثر من سبات أهل الكهف في صباح صامت ، لا أسمع فيه سوى صوت أنين الأرض يناديني ويبكي عليّ في آن ٍ واحد ، خرجت على أساس اللا رجعة إلى مصيري خرجت وأعلم أن موتا ً ينتظرني ، ليس انتحارا ً أعزتي ولكن .. موت ٌ تحت التراب خير من حياة على حافة وطن .
وكانت وجهتي إلى حدود فلسطين أو كما تريدون يا أصحاب السمو الأعلى " إسرائيل " وفي الحافلة بدأت أشحن مستدعيات التهور ، وأنتقي كيف سأموت وكيف سأستشهد ، حين يخطر لي جندي إسرائيلي يلقي لي رسالته المسالمة برصاصة في صدري أو قبلة على شكل قنبلة يؤكد فيها لي كم نحن أحبة وأن هناك بلا شك مصير للسلام بيننا ، بحماقة أخذت أتصور كل أشكال الموت في وجه صهيون .. حتى أنني ظلمته !!
فاعذرني أيها الجندي الإسرائيلي فقد زدت من عيار كرهي وعنصريتي تجاهك ، وفي المقابل أيضا زدت من انتمائي لحقارة العروبة فخرجت بلا علم لبلدي حتى أنبذ العنصرية خرجت فقط باللون الأسود الذي يصف حياتي خارج الوطن .. وربما داخل الوطن أيضا سيكون كذلك مع بعض الغبار الذي سيبيض من سواده قليلا ً .
وصلت ولم أصل ، في الخطوة السابقة للأخيرة وقفت مكاني ، بدهشة بصدمة وذعر يقلب أوراق أفكاري وتخبط كمجنون في عز نوبته ، أرى أمامي جنديا ً آخر !! لولا وجود أراضي الوطن أمام عيني لشككت في وجهتي وأنني أضعت الطريق ، لكنني في مكاني فعلا ً وبكامل القوى العقلية البشرية ، بنظرة أخرى للتأكد رأيت جنديا ً من الدرك العربي ، فعذرا ً إسرائيل وعذرا ً أيها الجندي الإسرائيلي ، آثرك في التصدي عربي أصيل يتحدث لغتنا ويعتنق ديانة سماوية لكنه بعقل يخالف كليهما ، أو ربما بلا عقل وإنما ببرمجة تجعل من الحمار إنسانا ً يرزق تحت ظل محتله الكريم .
عزيزتي إسرائيل .. نامي واستريحي فلا حاجة لذعر أو خوف آخر ، فلدينا حماة الوطن " يحمونك من أبناء وطنهم " ، بأم عيني رأيت دفاعهم المستبسل عنك حتى أنهم دافعوا عنك أكثر من دفاعنا عن " فلسطين " سأضعها بين قوسين لكي لا أحرج حكومة عربية ، لكي لا أصبح فلسطينيا ً مخربا ً لهذا التراث المشترك بين الوطن العربي الخنزير وبين إسرائيل الشريفة .
أعلن إستقالتي من مسمى عربي حتى إشعار آخر ، ربما سأصبح نازيا ً أو من أتباع جيفارا أو من محبي الماجن الفاسق هتلر لكنني أبدا لن أكون عربيا ً في ظل بهيمة تقود المركب وتاجر مخدرات يحمي الوطن وسياسي يرضع من ثدي خنزير وتابع لهما يـُعرف : بالمجهول .
سأعاديك إسرائيل مجددا ً بلا أي شعار ولا شيء يتبناني سوى أنني " نكرة فلسطينية " ، لن أعاديك من مبدأ ديانة يسمح فيها الرب بإهانة بيته المقدس ، ولن أعاديك من مبدأ عروبة تحولت إلى عربة تجرها أي دابة شريطة أن تعلن الولاء لمحتلها ، ولن أعاديك من مبدأ فصيل مات قائده وكبر سفاه أطفاله لا يرون الوطن سوى على خشبة لها أربعة أرجل تدعى " كرسي الحكم " ، ولا من مبدأ فصيل يبتاع وطنه ألف مرة عند تجار قضيتنا لكي يصبح سعرها زهيدا ً ومن ثم يشتريها برخص التراب ، لا لست منهم جميعا ابتداءا ً من هذا السطر إلى مالانهاية ...

أعاديكي أنا باسمي الذي ملأ القوائم السوداء في ملفات المخابرات
أعاديكي أنا بجسدي الممتلئ بالندب من الجلادين وحراس الوطن وحراس العفن وحراس كيس الصفن الملكي
أعاديكي أنا باسم جدي الشهيد الذي حاورك بالسلاح وكما تفهمين
باسم جدتي المهجرة التي أصبحت أرملة ليلة زفافها
باسم أبي الذي كان يـُهان في كل معاملة رسمية عندما يعرف الموظف العربي أنه فلسطيني ، وكان يصمت فقط ليعيش أولاده وها أنا أبي حان دوري لأنتقم
باسم أمي التي كانت تدفعني لحظة وتسحبني لحظة ، تدفعني لتفتخر بي أمام فلسطين وتسحبني خوفا ً على فلذة كبدها
باسم أختي منار التي صرخت في وجهي لا تتراجع ، مُت أنت لأحيا أنوثة لا تقترب منها دياثة العرب

بقلم اللاعربي : محمد السيد أبو جامع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق